يقول صاحب القصة: ما نعم إنسان بحب صديق، كما نعمت أنا بحبه، وما تمنيت في حياتي أكثر من هذا الحب، عوض عني فقد أبى، وحرماني الإخوة، كان أخي وصديقي ورفيق عمري، قضيت اسعد أيام حياتي في ظله .
تعرفت عليه من خلال سنوات الدراسة، وكنا كأي شابين صغيرين، يمرحان ويجولان، كان مرهف الحس جميل المشاعر، الأمر الذي جعل كل من تعرف إليه، يكن له الحب، وكانت هي صديقة لنا يحبها وتعشقه، ولست أدري هل كلمة “عشق” كافية لوصف ما كانت تكنه داخلها لصديقي أم لا؟ مضت سنوات الدراسة بسرعة البرق، وقرر بعدها أن يتقدم لخطبتها، وكم كان يوماً عظيماً، لا أتذكر تفاصيله حتى الآن .
هذا الشاب الأنيق الوسيم، صاحب البسمة المضيئة، مرتدي بذلته السوداء اللامعة، وهذه الفتاة الجميلة صاحبة البشرة البيضاء الناصعة ممشوقة القوام والحرير الناعم على كتفيها وهي مرتدية فستاناً ازرق جميلاً، شع منه ضوء خافت، يجلسان يتبادلان دبل الخطوبة، وتلك المراسم المنظمة الدقيقة لتتويج خطيبين ما رأيت في حياتي أجمل منهما . نعم أتذكرها جيداً، ما غابت عن عيني ولو لبرهة . من كان يتخيل أن القدر قد يفرق بين قلبين محبين كهذين؟
يا الهي . . ذهبنا إلى بلاد الغرب في رحله، لا يعلم مصيرها إلا الله بعد أن تركنا لها ألماً لن يزول من خلال رسالة يعلمها فيها بأنه سيتزوج بغيرها، من فتاه ذات مال وثراء مثله، مسببين لها حالة من الحزن الدفين، دون أن نعلمها ما سر تلك الرسالة، ولماذا تركها صديقي وحيدة من دون أن تبدي أياً من مظاهر السوء أو البغض، كانت رغبته في الانفصال بهذه الطريقة، لكن الفتاة كذبت عينها ولم تر بهذا السوء، وظلت تكذب وتكذب، حتى جاء يوم تعبت من كثرة رفض العرسان، ومن إلحاح والدها عليها بالزواج، فتزوجت من أحد المتقدمين لها .
مر شهران وبضعة أيام علينا في بلاد الغرب، وعلمت بأن الفتاة تزوجت، وقتها قررت أن اعلم صديقي بهذا الخبر، فدخلت عليه في غرفته وحدثته:
- لقد تم زواجها منذ يومين .
- حقا؟
- نعم يا صديقي لقد تزوجت .
سمع الخبر ولم ينبس ببنت شفة، بل اطرق رأسه، ثم أشار لي بالذهاب .
خرجت من الغرفة ودموعي تنهمر عليها، وقلبي يتمزق لأجل آلامهما، فهما ضحيتان لم يقترفا ذنباً .
وبعد يومين فقط، رأيت صديقي وقد اشتد الألم عليه، وجعله ينزف نزفاً شديداً، وأغرقت الدماء فراشه وملابسه، ووجدت نفسي اضرب بقدمي باب الغرفة فأتجه مسرعاً أدفع كل من يحول بيني وبين الوصول الى طبيب المشفى، تسللت على الدرج حتى وصلت إلى غرفه الطبيب، وأمسكت به وأنا اصرخ وأبكي على صديقي، حتى أن الطبيب لم تعد لديه فرصة للنطق بكلمة واحدة، فوجد نفسه مسحوباً إلى الغرفة، وما أن وصلنا حتى وجدته يلتقط أنفاسه الأخيرة، وهرول الطبيب بوضع كمامة الأكسجين على فمه، ولكن صديقي نزعها والقى بها في سلة بجواره، ثم طلب الحديث إليّ، انحنيت له كي استمع إليه لآخر مرة، حيث قال ليّ:
- لا تخبرها بمرضي يا صديقي .
- لا عليك من هذا الآن، الطبيب طمأنني .
- أنصت إليّ جيداً، فقد فات الأوان على إنقاذي، أنا اشعر بسكرات الموت تداهمني الآن، ادع لي بالرحمة، ولا تعلمها بمرضي .
تركته لأمسك بعنق الطبيب:
- أما من طريقة أخرى؟ أي أحمق أنت إنه يحتضر، أفعل شيئاً أيها الغبي، وما جدوى كل ذلك؟ فقد سقط من على سريره ملقى على الأرض، بعد أن غرق فى دمائه ومات .
يا الله هذا هو القدر، القدر الذي أخذ مني صديقي، وتركني في ظلمات بعده، إنه القدر الذي فرق بينه وبين حبيبته، وياله من قدر .
عدت إلى بلادي مرة أخرى ومعي صديقي، لكنه هذه المرة ليس ماشياً على قدمه، بل محمولاً على الأكتاف داخل تابوت، وتمت مراسم الدفن، وأنا أدفع كل من يزج بي ليبعدني عن حمله ووضعه داخل القبر، وهل من عزيز غيره أحمله، قصدت بيتي بعدها وكلماته الأخيرة تراودني في يقظتي وفى أحلامي ما كانت تتركني، وعشت شهوراً من الحزن على صديقي، أحياها ما بين بيتي وبيته، بل قبري وقبره، فقد أصبح بيتي قبراً، بل وكل مكان، واعتدت الذهاب إلى قبره كل ليلة اجلس بجواره أحادثه وأحاوره، أتبادل معه الضحكات العالية كما كنا نفعل في الماضي، أشكو له بثي وحزني، وأسرد له فرحي وسروري، واذهب من هناك ودموعي تغرقني .
ومرت الأيام على تلك الوتيرة، حتى شاء القدر أن أقابلها مرة أخرى، في أحد الأماكن العامة تجلس وحدها، وكذبت عيني، حتى جاءت إلىّ:
- من؟ أنت؟
- نعم أنا .
- من يصدق بعد طوال بعاد أن ألقاك هنا؟
- القدر كفيل بذلك، تفضلي .
وتجاذبنا سوياً أطراف الحديث، وسألتها عن زوجها، فأعلمتني بانفصالها عنه بعد مرور شهر واحد من الزواج، ودعاني ذلك لأن اعلم منها السبب . فقالت إنها لم تشعر بأنها قادرة على العطاء إلا لرجل واحد، فقلت لها من هو، فقالت: إنه صديقك الذي تركني وذهب إلى غيري .
وقتها دوى في مسامعي صدى كلمات صديقي “لا تخبرها بمرضى”، لكنى لم أتحمل أن أراها تحمل كل هذا الحب، وتظن به الفراق لغيرها، بل وجدت نفسي أقص عليها ما حدث بالتفصيل، وأنه كان مريض “بسرطان الدم” وأننا ذهبنا إلى لخارج، في رحله عبر الأمل في علاجه في أكبر المستشفيات بعد أن أكد الأطباء هنا أنه يحيا أيامه الأخيرة، وأن هناك أملاً واحداً وهو العلاج فى الخارج، وما كان ليخدعها في يوم، بل كانت الرسالة حيلة كي تنساه دون أن يشعرها بألم فراقه، أو التشبث به وهو نصف ميت .
وما أن أتممت حديثي، حتى دخلت في بكاء منهمر، وبكيت معها، ولم لا ابكي الآن؟ ولماذا أداري عنها دموعي؟ فما فارقتني الدموع من وقتها، ثم طلبت مني الذهاب إلى قبره ووصلنا سوياً، وجددت البكاء ثانية، ولكن هذه المرة كانت تتحدث معه وتعاتبه على فراقها، فلم تطمع منه بالكثير، فقط زواج ولو ليوم واحد، فهذا أعظم ما كانت تتمنى . ووقفت أتأمل هذا المشهد، حتى انهارت في البكاء، عندما قالت: ليتني مت فداك .
شددت على يدها، وأعطيتها منديلاً لتجفف دموعها، بعد أن وعدتها بأن نأتي كل يوم إلى هنا بعد أن أصبحنا بقايا إنسان، فرحم الله ثلاثتنا .
تعرفت عليه من خلال سنوات الدراسة، وكنا كأي شابين صغيرين، يمرحان ويجولان، كان مرهف الحس جميل المشاعر، الأمر الذي جعل كل من تعرف إليه، يكن له الحب، وكانت هي صديقة لنا يحبها وتعشقه، ولست أدري هل كلمة “عشق” كافية لوصف ما كانت تكنه داخلها لصديقي أم لا؟ مضت سنوات الدراسة بسرعة البرق، وقرر بعدها أن يتقدم لخطبتها، وكم كان يوماً عظيماً، لا أتذكر تفاصيله حتى الآن .
هذا الشاب الأنيق الوسيم، صاحب البسمة المضيئة، مرتدي بذلته السوداء اللامعة، وهذه الفتاة الجميلة صاحبة البشرة البيضاء الناصعة ممشوقة القوام والحرير الناعم على كتفيها وهي مرتدية فستاناً ازرق جميلاً، شع منه ضوء خافت، يجلسان يتبادلان دبل الخطوبة، وتلك المراسم المنظمة الدقيقة لتتويج خطيبين ما رأيت في حياتي أجمل منهما . نعم أتذكرها جيداً، ما غابت عن عيني ولو لبرهة . من كان يتخيل أن القدر قد يفرق بين قلبين محبين كهذين؟
يا الهي . . ذهبنا إلى بلاد الغرب في رحله، لا يعلم مصيرها إلا الله بعد أن تركنا لها ألماً لن يزول من خلال رسالة يعلمها فيها بأنه سيتزوج بغيرها، من فتاه ذات مال وثراء مثله، مسببين لها حالة من الحزن الدفين، دون أن نعلمها ما سر تلك الرسالة، ولماذا تركها صديقي وحيدة من دون أن تبدي أياً من مظاهر السوء أو البغض، كانت رغبته في الانفصال بهذه الطريقة، لكن الفتاة كذبت عينها ولم تر بهذا السوء، وظلت تكذب وتكذب، حتى جاء يوم تعبت من كثرة رفض العرسان، ومن إلحاح والدها عليها بالزواج، فتزوجت من أحد المتقدمين لها .
مر شهران وبضعة أيام علينا في بلاد الغرب، وعلمت بأن الفتاة تزوجت، وقتها قررت أن اعلم صديقي بهذا الخبر، فدخلت عليه في غرفته وحدثته:
- لقد تم زواجها منذ يومين .
- حقا؟
- نعم يا صديقي لقد تزوجت .
سمع الخبر ولم ينبس ببنت شفة، بل اطرق رأسه، ثم أشار لي بالذهاب .
خرجت من الغرفة ودموعي تنهمر عليها، وقلبي يتمزق لأجل آلامهما، فهما ضحيتان لم يقترفا ذنباً .
وبعد يومين فقط، رأيت صديقي وقد اشتد الألم عليه، وجعله ينزف نزفاً شديداً، وأغرقت الدماء فراشه وملابسه، ووجدت نفسي اضرب بقدمي باب الغرفة فأتجه مسرعاً أدفع كل من يحول بيني وبين الوصول الى طبيب المشفى، تسللت على الدرج حتى وصلت إلى غرفه الطبيب، وأمسكت به وأنا اصرخ وأبكي على صديقي، حتى أن الطبيب لم تعد لديه فرصة للنطق بكلمة واحدة، فوجد نفسه مسحوباً إلى الغرفة، وما أن وصلنا حتى وجدته يلتقط أنفاسه الأخيرة، وهرول الطبيب بوضع كمامة الأكسجين على فمه، ولكن صديقي نزعها والقى بها في سلة بجواره، ثم طلب الحديث إليّ، انحنيت له كي استمع إليه لآخر مرة، حيث قال ليّ:
- لا تخبرها بمرضي يا صديقي .
- لا عليك من هذا الآن، الطبيب طمأنني .
- أنصت إليّ جيداً، فقد فات الأوان على إنقاذي، أنا اشعر بسكرات الموت تداهمني الآن، ادع لي بالرحمة، ولا تعلمها بمرضي .
تركته لأمسك بعنق الطبيب:
- أما من طريقة أخرى؟ أي أحمق أنت إنه يحتضر، أفعل شيئاً أيها الغبي، وما جدوى كل ذلك؟ فقد سقط من على سريره ملقى على الأرض، بعد أن غرق فى دمائه ومات .
يا الله هذا هو القدر، القدر الذي أخذ مني صديقي، وتركني في ظلمات بعده، إنه القدر الذي فرق بينه وبين حبيبته، وياله من قدر .
عدت إلى بلادي مرة أخرى ومعي صديقي، لكنه هذه المرة ليس ماشياً على قدمه، بل محمولاً على الأكتاف داخل تابوت، وتمت مراسم الدفن، وأنا أدفع كل من يزج بي ليبعدني عن حمله ووضعه داخل القبر، وهل من عزيز غيره أحمله، قصدت بيتي بعدها وكلماته الأخيرة تراودني في يقظتي وفى أحلامي ما كانت تتركني، وعشت شهوراً من الحزن على صديقي، أحياها ما بين بيتي وبيته، بل قبري وقبره، فقد أصبح بيتي قبراً، بل وكل مكان، واعتدت الذهاب إلى قبره كل ليلة اجلس بجواره أحادثه وأحاوره، أتبادل معه الضحكات العالية كما كنا نفعل في الماضي، أشكو له بثي وحزني، وأسرد له فرحي وسروري، واذهب من هناك ودموعي تغرقني .
ومرت الأيام على تلك الوتيرة، حتى شاء القدر أن أقابلها مرة أخرى، في أحد الأماكن العامة تجلس وحدها، وكذبت عيني، حتى جاءت إلىّ:
- من؟ أنت؟
- نعم أنا .
- من يصدق بعد طوال بعاد أن ألقاك هنا؟
- القدر كفيل بذلك، تفضلي .
وتجاذبنا سوياً أطراف الحديث، وسألتها عن زوجها، فأعلمتني بانفصالها عنه بعد مرور شهر واحد من الزواج، ودعاني ذلك لأن اعلم منها السبب . فقالت إنها لم تشعر بأنها قادرة على العطاء إلا لرجل واحد، فقلت لها من هو، فقالت: إنه صديقك الذي تركني وذهب إلى غيري .
وقتها دوى في مسامعي صدى كلمات صديقي “لا تخبرها بمرضى”، لكنى لم أتحمل أن أراها تحمل كل هذا الحب، وتظن به الفراق لغيرها، بل وجدت نفسي أقص عليها ما حدث بالتفصيل، وأنه كان مريض “بسرطان الدم” وأننا ذهبنا إلى لخارج، في رحله عبر الأمل في علاجه في أكبر المستشفيات بعد أن أكد الأطباء هنا أنه يحيا أيامه الأخيرة، وأن هناك أملاً واحداً وهو العلاج فى الخارج، وما كان ليخدعها في يوم، بل كانت الرسالة حيلة كي تنساه دون أن يشعرها بألم فراقه، أو التشبث به وهو نصف ميت .
وما أن أتممت حديثي، حتى دخلت في بكاء منهمر، وبكيت معها، ولم لا ابكي الآن؟ ولماذا أداري عنها دموعي؟ فما فارقتني الدموع من وقتها، ثم طلبت مني الذهاب إلى قبره ووصلنا سوياً، وجددت البكاء ثانية، ولكن هذه المرة كانت تتحدث معه وتعاتبه على فراقها، فلم تطمع منه بالكثير، فقط زواج ولو ليوم واحد، فهذا أعظم ما كانت تتمنى . ووقفت أتأمل هذا المشهد، حتى انهارت في البكاء، عندما قالت: ليتني مت فداك .
شددت على يدها، وأعطيتها منديلاً لتجفف دموعها، بعد أن وعدتها بأن نأتي كل يوم إلى هنا بعد أن أصبحنا بقايا إنسان، فرحم الله ثلاثتنا .
الجمعة يناير 21, 2011 9:02 am من طرف اسيرة الفرح
» طريقة عمل بسبوسة (كاروهات القشطة) !! >
الثلاثاء يناير 04, 2011 2:30 pm من طرف اسيرة الفرح
» خلطات لتبيض الوجه والجسم بدون استثناء
الجمعة ديسمبر 17, 2010 4:40 pm من طرف اسيرة الفرح
» انقلع بس انقلع
الإثنين ديسمبر 13, 2010 6:03 pm من طرف اميرة الورد
» استعادة العذرية حلم فتيات وزوجات خليجات
الخميس ديسمبر 09, 2010 2:32 pm من طرف اسيرة الفرح
» أفخم فساتين من الشالكي لخريف وشتاء 2011
الأربعاء ديسمبر 08, 2010 5:53 pm من طرف toty sweet
» مندي بالظبط مثل المندي الحضرمي
الأربعاء ديسمبر 08, 2010 1:47 pm من طرف اسيرة الفرح
» أذكار يومية لأطفالنا الصغار بالصور
الإثنين ديسمبر 06, 2010 2:55 pm من طرف اسيرة الفرح
» ديكورات تتعبك
الإثنين ديسمبر 06, 2010 9:39 am من طرف قلب طفله